كيف تدرب طفلك على إدارة مشاعره والتحكم بها؟

النسبة الساحقة اليوم من الأباء والأمهات لا تعرف كيف تساعد طفلها على إدارة مشاعره، بل وقد يقع البعض في خطأ قد يجعل الطفل عرضة للعقد النفسية، فبمجرد أن يبدأ الطفل البكاء، يخبره الأب والأم أو الجد والجدة أن يتوقف على الفور، وبأن هذا عيب وماذا سيقول عنك من حولك، أو أنت رجل والرجال لا يبكون! وهي إحدى عادات التربية القديمة الخاطئة والتي تؤذي طفلك كثيرا!

 

في هذا المقال سنجيب لك عن:

  1. لماذا يجب أن تسمح لطفلك بالتعبير عن مشاعره؟
  2. الأثار السلبية لكبت مشاعر طفلك
  3. كيف تدعم طفلك في التعبير عن مشاعره؟

 

ما هو تأثير منعك لطفلك من التعبير عن مشاعره؟

إذا كنت ممن يبدأ بالصراخ على طفلك إذا قام بالبكاء أو أراد أن يعبر عن شعوره وقمت بمنعه، فإن لذلك تأثير مدمراً للغاية على الطفل، فهو يجعله يكبُر ليصبح إنسانًا معقدًا، وغير قادر على التعبير عن مشاعره، وبالتالي سيصبح هو الأخر غير قادر على الاقتراب من أولاده، أو تربيتهم لأنه ببساطة لا يعرف كيف يعبر عن مشاعره، أو كيف يتقبلها ويتفهمها حتي يتفهم مشاعر الأخرين.

 

كيف تساعد طفلك على إدارة مشاعره؟

إذا كان عمر طفلك أقل من خمس سنوات، سواء كان مبسوط أو يقرقر، يضحك، يبكي أو يشعر بالخوف حتي، إلى جانب أنك يجب أن تبدأ بطمأنته وتهدئته، يجب أن تقوم بالتأكيد على إحساسه دائمًا والشعور الذي يشعر به من خلال (feelings confirmation and affirmation ).

مثال:

إذا بدأ طفلك بالبكاء من شيء يؤلمه، أخبره أنك تعلم أن هذا الشيء يوجعه وأنه يؤلم بالفعل، وكذا في حال شعوره بالفرح والانبساط أظهر له المشاركة وأنك تفرح معه أيضًا، والهدف من ذلك هو تأكيد على شعور طفلك بدلًا من كبته، ومنعه من التعبير عنه بكلمات مثل: عيب أو ماذا سيقول عنك الناس؟

والحل هنا هو أن  تبدأ بتدريب طفلك أن يعبر عن مشاعره منذ صغره (مرحلة أصغر من خمس سنوات)، عن طريق التأكيد عليها وأن تجعله يشعر أنك تحس به، وتأكد شعوره دائمًا وأنه لا يبالغ.

 

 

 

كيف تعلم طفلك يعبر عن نفسه وتدربه على إدارة مشاعره؟

  • كما نقول دائمًا أن كل شيء يبدأ من المنزل، لتساعد طفلك على تعلم التعبير عن مشاعره يجب أن تبدأ معه من البيت، وتدربه على ذلك بالتدريج بأن يتحدث أمامك ويعبر عن نفسه، حتي يكتسب الثقة للتعبير عن نفسه خارج المنزل. 
  • إذا كنت تخبر طفلك أن يسكت، ولا يتحدث، وتكبح محاولاته بالكلام والتعبير عن نفسه، عليك التوقف عن هذا فوراً!، والبدء بتخصيص مساحة له ليتكلم أمامك بحرية، حتي يصبح متكلم جيد عندما يكبر، فالشخصية القوية للطفل تبدأ من المنزل.

 

خطوات عملية لتطبيقها مع طفلك حتي يعبر عن مشاعره:

1-لغة التعبير العاطفي (ابدء بالتعبير أمام طفلك أولًا)

 

 

يمكنك أن تبدأ أنت أولًا بالحديث عن مشاعرك أمام طفلك، واستخدام مصطلحات لوصف حالتك مثل: "أنا حزين اليوم لأن الجو ممطر، ولا يمكنني الذهاب معك إلى الحديقة" يساعد ذلك طفلك على ربط المشاعر بمواقف الحياة الواقعية. 

 

2-جرب الأنشطة التفاعلية

 

 

تساعد الألعاب مثل التمثيليات أو سيناريوهات لعب الأدوار الأطفال على التعرف على المشاعر بطريقة مرحة وبسيطة، بإمكانك صنع بطاقات تعبر عن المشاعر وتطلب من طفلك عند إظهار البطاقة أن يمثل ذلك الشعور، أو حتي يخبرك ما هو.

تأكيد المشاعر: هو الاعتراف بمشاعر الطفل ودعمها وتقديرها. وإخباره بأن مشاعره حقيقية ومقبولة ومهمة، حتى لو كانت صعبة أو معقدة. على سبيل المثال، قول: "لا بأس أن تشعر بالحزن؛ أنا أفهم سبب شعورك بذلك"، هو تأكيد لمشاعره.

 

3-استخدم أسلوب سرد القصص

 

 

من الأساليب الفعالة جداً في تعليم الأطفال هي أسلوب القصة والعبرة منها بإمكانك البدء بذلك كنشاط مستمر مع طفلك.
مثال: بعد قراءة قصة ما قبل النوم، اسأل طفلك: "كيف تعتقد أن الشخصية شعرت؟ هل شعرت أنت بهذه الطريقة من قبل؟"، والفائدة من ذلك تشجيع الطفل على ربط المشاعر بتجاربه الخاصة.

 

4-دفتر يوميات التعبير عن المشاعر

 

 

التدوين اليومي سيحسن مهارات طفلك في التفكير والكتابة ويترك له مساحة تعبيرية جيدة عن مشاعره وفهمها.
مثال: قدم دفتر ملاحظات صغيرًا واطلب من طفلك أن يرسم أو يكتب عن مشاعره خلال اليوم، والفائدة أنك ستمنحه منفذًا خاصًا وإبداعيًا لمعالجة المشاعر.

 

 

بإمكانك أيضا الإطلاع على دورات كدزو المختلفة حول تربية الأطفال منذ الصغر وحتي ما قبل المراهقة، من خلال هذا الرابط

أو التواصل معنا إذا كنت تواجه مشكلات معقدة مع طفلك، للحصول على استشارة خاصة:

خاتمة

أن يتعلم طفلك عن إدارة مشاعره والتحكم والتعبير عنها بالطريقة الصحيحة، هو جزء أساسي من عملية نموه وتطوره وإدراكه، وتعاملك مع ذلك بطريقة خاطئة قد يضر طفلك ليس على المدى القريب فقط، وإنما في مراحل نموه المختلفة ويجعله عرضة للعديد من المشاكل النفسية، لذا حاول أن تكون أكثر هدوءًا وتفهمًا ووعيًا بكيف يشعر طفلك، وكيف يجب أن تتعامل معه.